جميلة بوحيرد صمتت خمسين عاما فكيف تنزل إلى مستوى راقصة

بعد أن تطاولت عليها ممثلة الغغراء الامصريةو وفاء عامر في لقاء مستحيل

جميلة بوحيرد صمتت خمسين عاما فكيف تنزل إلى مستوى راقصة

2010.08.23

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] زهية منصر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ضحكت من الإعدام في الواقع فكيف تبكي في مشهد سينمائي

رفضت
المجاهدة الرمز جميلة بوحيرد الرد على التجاوزات والتحريف الذي طال شخصها
في برنامج "لقاء مستحيل" على قناة "الحياة المصرية"، حيث ظهرت نجمة
الإغراء وفاء عامر في دور بوحيرد، وزعمت على لسانها أنها كانت منسية وبأن
شاهين هو من عرف العالم بها.

والمعروف عن بوحيرد أنها اختارت الصمت 50 عاما عن قناعة
فكيف ترضى اليوم أن ترد على تافهات هن أصغر من تاريخ الثورة
والشهداء الذين طالهم السباب والشتائم على الفضائيات المصرية .
بخصوص
فيلم يوسف شاهين الذي تصر مصر في كل مرة على اعتباره منة لجميلة بوحيرد.
والمعروف أن الذي عرف بها ليس فيلم شاهين، لكن ما كانت الصحافة العالمية
تكتبه عن محاكماتها التي وصل صداها إلى كل بقاع الأرض وكشف عدالة القضية
الجزائرية.
وسمعت بوحيرد عن الفيلم عبر وسائل الإعلام، كما سمعت أن
يوسف شاهين كان يزور الجزائر، لكنه لم يكلف نفسه عناء أن يطلب رؤية
المعنية الأولى بالموضوع. ولما رأت جميلة بعض اللقطات لأول مرة قالت
للمعنيين:"العمل فيه الكثير من البطولة والثورة لم تكن بهذا الشكل".
لكن
يوسف شاهين وبعد مرور خمسين عاما عن الفيلم طلب رؤية بوحيرد عن طريق وزارة
الثقافة التي اتصلت بها لتبلغها بالأمر، لكنها رفضت لأن الوقت كان قد فات.
لكن شاهين أصر على زيارتها وتوسط له أشخاص من الوزارة فزارها في بيتها
رفقة ابنة أخته والمصور.
في هذا اللقاء عاتبت جميلة شاهين بلهجة شديدة
جدا عن العمل لأنه لم يسع إلى معرفة الحقيقة كاملة، وطوال مدة الحديث كان
شاهين يقول لابنة أخته "هل تسمعين ما تقوله؟"، كأنه لم يستسغ لهجتها، لكن
ابنة أخته قالت:"وماذا كنت تظن..إنها جميلة بوحيرد".
ورغم احترام
جميلة بوحيرد الشديد ليوسف شاهين كمبدع وكمناضل من زمن اليسار
العربي، لكنها لم تحب العمل وسجلت تحفظاتها عليه واعتبرته في
ذات الوقت هدية من شعب مصر لثورة الجزائر .

زارت ماجدة الصباحي في سان جورج ودعتها إلى البيت
أما
بشأن ما تردد عن رفضها استقبال الممثلة ماجدة الصباحي فإن بوحيرد وبمناسبة
مهرجان السينما بعنابة، لما زارت ماجدة الجزائر ومرت بالعاصمة، ذهبت رفقة
ابنتها وحملت باقة ورد وزارتها في فندق سان جورج ودعتها إلى بيتها، لكنها
اعتذرت على أساس أنها مسافرة في الصباح الباكر، ورفضت أن تحضر التكريم
الذي خصت به ماجدة الصباحي من طرف وزير الثقافة السابق سليمان الشيخ، وهذا
عن مبدأ لأنها رفضت وسام الثورة، وهو أغلى وسام فكيف تقبل بوسام من أجل
فيلم، ثم إن ماجدة الصباحي تردد في كل زيارة لها للجزائر أنها باعت أرضها
من أجل الفيلم، وتقول بأنها تريد لقاء بوحيرد، لكن هذه الأخيرة اختارت
اعتزال الساحة عن قناعة، ورفضت الوسام لأنها اختارت أن تكون إلى جانب
الشعب، ولم يحدث يوما أن وقفت على أبواب الحكومات والأنظمة، لهذا رفضت
العديد من العروض التي تقدم بها كبار المسؤولين والأمراء العرب من أجل
التكفل بها، وجميلة لا تخجل من هذا الأمر لأنها تعتبر نفسها
مناضلة عربية عرفتها القضية الفلسطينية واللبنانية وحتى العراق .

ما قالته أم جميلة لابنتها عندما زارتها في السجن
والدة
جميلة التي علمتها أن لا تطأطئ رأسها للناس، وأن لا تقف عند باب أحد.
وعندما كانت تزورها والدتها في السجن كان يستحيل أن تتحدث في الثورة لأن
الاتصال كان سيقطع مباشرة. كانت الأم هادئة وثابتة ومؤمنة باستقلال
الجزائر، حتى أن جميلة كانت تتساءل عن مدى إدراكها لخطورة الموقف، وذات
مرة سألتها: "أمي لالا باية ربما في المرة القادمة لن تجدي إلا اسمي على
باب السجن"، فردت الأم:"يا سعدك يا جميلة رايحا تكوني شهيدة ويا سعدي أنا
رايحا نكون أم الشهيدة..يا جميلة أنت لم تدخلي السجن من أجل عيب أنت في
السجن من أجل الجزائر..ودفاعا عن الإسلام والعروبة .. يا سعدك يا
جميلة تبقاي على خير " . وخرجت من الباب والحارسة من الباب الآخر
لأنه المحكوم عليهم بالإعدام ممنوع عليهم لقاء باقي المساجين .
طلبت
جميلة يومها من الحارسة أن تسمح لها برؤية بعض الأخوات ولما استدارت
للحديث معها وجدت وجهها معقودا من الدمع، كانت ترتدي الأسود حزنا على
زوجها السجان الذي قتل من طرف الثوار فسألتها: "هل أنت حزينة على زوجك؟"،
لكنها أجابت والدمع يغسل وجهها: "لا..المرأة التي التقيتها اليوم هي
مريم العذراء لم ألتق بها حتى في بلدي فرنسا هذه السيدة عظيمة
جعلتني مقتنعة بأنكم ستنالون يوما استقلالكم " .
وفي عز المحاكمة
كانت جميلة والباقيات يستهزئن بالقوة المحيطة بالمحكمة: وقالت بوحيرد:
"أنا مجاهدة نتاع الصحة رايحين يقسموني على خمسة طراف وأنتم فقط على
اثنين"، في إشارة إلى التهم الخمسة الموجهة إليها والتي تفضي كلها إلى
الإعدام.. انفجرت الجلسة بالضحك. ولما خرجت من المحكمة وفي طريقها
إلى السجن لم تر جميلة في حياتها كورنيش الجزائر ليلا بذاك
الجمال، فقالت في قرارة نفسها : " الله اعليك يا جزائر كم أنت
جميلة تستحقين كل التضحية " .
عندما حكمت فرنسا على جميلة بالإعدام واجهتها بالضحك والاستهزاء فكيف تظهر بمظهر الخوف والبكاء في عمل سينمائي؟